المصرى اما أن يكون مواطنا من رعايا الدولة او أن يكون من المسئولين ، و
القدرة على الاستيعاب لدى كل فئة لا تختلف من الناحية الجوهرية و إن كانت
. تختلف من الناحية الشكلية
فالمواطن المصرى العادى إذا أخبرته أنه يوجد فى مصر أكثر من 20 ألف حالة
إغتصاب سنويا ، أو أن هناك ما يزيد عن 130 ألف حالة زواج عرفى بين الطلبة
و الطالبات فى مختلف الجامعات المصرية فقط ، أو أن هناك ارتفاع رهيب فى
معدلات التحرش الجنسى بالنساء ... الى غير ذلك . فإنه سوف يصدق هذه
الامور ، لكنه لن يستوعبها جيدا ، ربما لانه لم يتعرض سابقا لمثل هذه الامور
. أو لانه لم يرى اى نماذج منها
فهو بالتالى لن يكون له دور فى حل مثل هذه المشاكل و القضايا ، لانه مشغول
اساسا فى صراعه على " لقمة العيش " و التى نجح المسئولون بجدراة فى شغله
. بهذا الامر، فكيف سيكون له دور فى اصلاح مجتمعه
أما عن المسئولين فحدث و لا حرج ، فالمسئولين يعلمون تمام العلم الحالة العامة
للشارع المصرى ، فمن المؤكد أنهم يعرفون أن هناك أكثر من 5 مليون مصرى
يعيشون تحت خط الفقر ( أى بدخل يومى قدره 1 دولار ) ، و بالرغم من ذلك فهم
لا يبدون أى تصرف بارز وفعال تجاه أزمة ارتفاع الاسعار ، أو حتى تحسين
. أوضاع العمال و مراعاة حقوقهم
انهم يعرفون أيضا أن هناك أكثر من 12 مليون شخص يسكنون المناطق
العشوائية وسط انعدام الخدمات الاساسية التى لا غنى لاى مواطن عنها ، بل و
تعرضوا لابشع الكوراث الانسانية مثلما حدث فى كارثة الدويقة ، فكان الرد من
المسئولين بالتقاعس فى نقلهم الى مساكن جديدة و عدم التباطؤ الشديد فى حل
. مشاكلهم
المسئولون فى مصر عندما تسير مواكبهم فى الشوراع فان الشوراع يتم اغلاقها
من أجل ان يمر المسئول اولا ، و يعيشون فى حياة من الرغد و الترف أثناء
توليهم لمناصبهم ، و يبتعدون دائما عن أفراد الشعب من البسطاء ، و كأن
.المواطن قد أصبح مصدرا للعدوى بمرض خطير
باختصار شديد ... لو استطعنا أن نجعل الله رقيبا علينا فى كل أفعالنا لا ستوعبنا
. كل ما حولنا فى هذا المجتمع و ساهمنا فى اصلاحه